حمدوك وجبريل وجادين أكشفوا ورقكم
______
- في لعبة ( الضمنة) هناك حيلة ماكرة يلجأ اليها البارعون في هذه اللعبة الشعبية وهي (قفل) اللعبة ، حيث يقوم أحدهم بالدفع بأحد كروت اللعبة وهذا الكرت يؤدي الى قفل كل الطرق لبقية المتنافسين وتنتهي اللعبة ويطلب من كل لاعب كشف ورقة فوق طاولة اللعب ويتم معرفة المنتصر والمهزوم بالمتبقى من كروت بعد كشفها فوق الطاولة .
هذا ما يحدث في ( الضمنة ) وحتى نعرف نحن من هو المهزوم ومن هو المنتصر من اللعب مع صندوق النقد والبنك الدولي سيقوم الشعب بقفل اللعب ، و على حمدوك و جبريل و جادين عليهم كشف ورقهم فوق الطاولة حتى نتبين أمرنا !!
تحدث وزير الطاقة في المؤتمر الصحفي أمس كثيراً وتحدث وزير المالية جبريل أكثر منه وصدعونا بتعبيرات على شاكلة جراحة عميقة في الإقتصاد وبتر العضو الفاسد و إستئتصال الورم السرطاني من جسم الإقتصاد و.......و....الخ
مثل هذه العبارات التي حفظناها عن
ظهر قلب دون فعل حقيقي على أرض الواقع المرير لإقتصاد السودان .
كلام إنشائي لا يسمن ولا يغني من جوع وفي أحايين كثيرة (هضربة) لا معنى لها ، لم يتحدثوا بأرقام و الإقتصاد علم يعتمد في الأساس على الارقام .
مؤتمر صحفي يتحدث فيه أهم شخصيتين في معاش الناس فشلوا في إقناعنا بالأرقام و أعتمدوا على الكلام العاطفي المنمق عن ما ينتظرنا من رفاهية ورغد العيش إذا صبرنا على جراحاتهم العميقة في هذا الجسد المنهك .!!
والسؤال المنطقي هنا ..
لماذا غابت الارقام عن هذا المؤتمر الصحفي الهام ..؟؟
الاجابة الأكثر منطقية هنا أنهم لا يعلمون ولا يمتلكون أي أرقام ولا يدرون الى أين نساق نحن . هم يطبقون روشتة البنك الدولي ( بضبانتة) دون أن يطرف لهم جفن .
هذا الشعب صبر كثيراً وعلى إستعداد ان يواصل صبره فقط إذا تأكد أن هذا الصبر له ما بعده من إستقرار إقتصادي وضمان الحد الأدني من العيش الكريم وهذا الضمان لن يأتي بمجرد الكلام الإنشائي نحن نريد أرقام وحقائق إقتصادية و اقعية ليس مجرد أوهام و ( خزعبلات ) .
كأن تقول تحرير سعر الوقود سيوفر على الدولة كذا مليار سنوياً وهذة المليارات سيتم صرفها لبناء كذا مستشفى وكذا مدرسة إبتدائية وسنقوم بإنشاء كذا محطة حرارية لتوفير الطاقة وبعد سنة أو سنتين أو ثلاثة سنتمكن من توفير إمداد كهربائي مستقر بدون قطوعات .
برنامج عمل واضح و بأرقام محددة وتواريخ محددة ويطرح هذا البرنامج الإقتصادي على الشعب ويطبع في كتيبات صغيرة يحملها كل سوداني في جيبة ليشارك معكم في بناء الوطن كل من موقعة . فقط في هذه الحالة سنضمن لكم أن ثورة الجياع لن تندلع وتحرق الأخضر واليابس
وتحرقكم أنتم يا ولاة الأمر قبل أن تحرق كل الوطن .
إذ من المستحيل أن تطلب من العامل أو الموظف أن يقف معك لبناء الوطن ومرتبة الذي تمنحة له في نهاية كل شهر لا يكفية حتى في المواصلات ذهاباً و إيابا لموقع عملة كيف سيعيش وكيف سيعلم أبناءه ويطعمهم ويعالجهم .. أليس فيكم رجل رشيد يا حكام الغفلة الثورية ؟؟!!!
أذكر أن رئيس الوزراء حمدوك وفي أول مقابلة تلفزيونية معه قال أنهم سيطبقون روشتة البنك الدولي بمواصفات سودانية بحتة وحديثة وجد ترحيبا واسعا من الجميع وضرب لذلك أمثله لبعض الدول مثل فيتنام وبعض الدول الأفريقية و وجد هذا الطرح قبولاً واسعاً من كل قطاعات الشعب ولكنه و للأسف الشديد نكص عن وعده هو ومن معه من وزراء القطاع الإقتصادي وقاموا ( بتكتيف) المواطن السوداني جيداً وقذفه في بحر البنك الدولي و وقفوا هم عند الشط وهم يصرخون .. إياك أن تبتل أيها المواطن السوداني .
ندائي الاخير لحمدوك وجبريل وجادين ..
أكشفوا عن اوراقكم وقولوا لنا ماذا أنتم فاعلون بإقتصاد هذا الوطن بعيداً عن الكلام الإنشائي وإلا فأنتظروا ثورة الجياع حتى تبتلعكم وتبتلع ما تبقى من وطن كان إسمه السودان .
ألهم بلغت ..ألهم فاشهد
كان الله في عوننا
___
رمزي المصري