دلقو المحس

دلقو بلدنا الجميلة

===============

بقلم صديق نصر ارو سعد

 الحلقة  (2)

 دلقو المحس تبني السفارة السودانية في جدة  كأجمل مبني في ذلك الزمن ،

وهذه سانحة نحيي فيها الرجل الشامخ المهندس محمد الحسن أبو علي الذي سيأتي الحديث عنه والذي عرفت منه عرفت هذه المعلومة .

ويبدو أن المقال قد إشتعل منذ البداية لأنني تلقيت عشرات الرسائل عن الحلقة واحد وهي لاتزال بمثابة المقدمة ونحيي كل الذين تفاعلو منهم من رقمه مسجل ومنهم من رقمه غير مسجل بهاتفي ونشكر البروف حيدر عبد الشافي عبد الرحمن والبروف سيف الدين فقير محمد والدكتور ابو ذر محمد علي والاخوة عابدين محمد آدم قرتي  وحمدي موسى عثمان الذي هو محظوط بأن قاد قافلة تطوير مستشفى دلقو ونشكر الاطباء والمهندسين والفنيين وكل محب للبلد والاهل والتراب وكل من ساهم بالمال والجهد والكلمة الطيبة لتطوبر المستشفي والمستشفي ستكون من اهم الموانئ التي سترسو عندها سفينة المقال بشئ من التفصيل

ولايفوتني أن اذكر هنا أنني لفترة طويلة في مكة المكرمة وفي جدة اراجع مع الاستاذ الشاعر سيد أحمد محمد عبده  والذي كان في وادي سيدنا من دفعة دكتور منصور خالد والطيب صالح و د حسين سيد عثمان والمهندس محمد ابراهيم بدر  وعثمان علي شميق وعبد اللطيف دهب والحكم الدولي النعيم سليمان ودفعاتهم ، المدهش في ديوان الشاعر سيد احمد محمد عبده أن معظم قصائد الديوان كتبت في دلقو المحس وعبري ولاحقا في السعودية في نهاية الستينات ولكل قصيدة من هذه القصائدة قصة بمناسبة القصيدة وماحولها من احداث الفترة وكان سيد أحمد نائب ناظر مدرسة دلقو الأميرية الوسطى محمد فضل المولي ألذي في عهده حدثت أحداث لاتنسى ومنها الزيارة الناريخية للفنان محمد وردي لدلقو المحس تلك الزيارة التي احدثت ضجة كبري في دلقو الوسطي يتذكرها طلبة ذلك الزمان ، ومن أراد ان يستمتع بتفاصيل الأحداث فليجالس المهندس عكاشة ادريس إدريس .

وسيد احمد محمد عبده بالإضافة إلي انه شاعر ينظم القصيدة  باللغة العربية واللغة النوبية   فهو موسوعة تفاصيل متعدة ومشوقة وذكر لي كيف إشتركا  هو ومحمد وردي في دلقو المحس في ميلاد رائعة وردي الشهيرة والاغنية الجميلة (إكا أي جِلا إكا مشكا)  قال سيد احمد أننا كتبنا المقطع ( نورن قيركا جاقموني)  وبالترجمة الحرفية إنت مابتخافي إلا ربنا اللي خلقك.  ويقول سيد أحمد أنه لايعرف كيف تحولت إلى (نوقل ويكا جاقموني إلم دولقتا جاقي  . اُوسن تا جمن كدوش كِدولي موجا جاقي)

هذه الرائعة التي أحدثت الطرب الحقيقي للناطقين باللغة النوبية وغير الناطقين في الزمن الجميل في ليالي الكروان المبدع محمد وردي تلك الليالي الحبالى ،

ولما كان الشاعر سيد احمد محمد عبده معلما ناجحا ، فيجدر من الوفاءالإشارة إلي معلمي دلقو ومنهم الاستاذ الوفي يوسف خضر والاستاذ فضل بشير  والاستاذ عز الدين إدريس كنماذج مضيئة ذلك لأنه يصعب الحديث عن جميع معلمي دلقو في هذا المجال ، إلا أن الاستاذ يوسف خضر من الإنصاف والوفاء أن نحييه جميعا تحية كبيرة في تمكنه في أداء الرسالة بكل شفافية وتمكنة من مادة اللغة الانجليزية وحاز فيها علي شهادة من بربطانيا ، لم يكن الاستاذ يوسف خضر يضع نفسه أنه يؤدي مهنته فقط ولكن كان يري أن القدر وضعة في موقع مسؤولية كبري وكان جديرا بها أيما جدارة ، وحينما واجهت المدرسة والداخلية تحديات كبيرة لم يتردد في وضع المسائل في منضة الآباء ومنهم العم محمد سعيد الدسوقي الذي هو سيكون من نجوم هذا وكذلك أخيه الاستاذ شيخ إدربس الذي كان يتكبد مشاق السفر إلى الدامر لحل اشكالايات معوقات الدراسة التي واجهوها بقدر كبير من المسؤولية ، والاستاذ الموقر يوسف خضر والذي كان الاستاذ الفاضل عز الدين إدريس ساعدا أيمن له في دلقو الوسطي كان شعورهم بالمسؤولية شعور الوالد لكل طالب وشعور إبن المنطقة المسؤول عن نجاح رسالته ولذلك كان يلعق الصبر بكل أريحية وتجرد حفظه الاستاذ يوسف خضر الله ومتعه بالصحة والعافية

ورحم الله الرجل النبيل فضل بشير الذي ضرب اروع الأمثلة للأجيال جيلا بعد جيل حينما رفض الإغراء من نطام مايو ليخلد للأجيال معاني العفة والتجرد والشفافبة والمعاني الوطنبة برفضة الانحياز لنظام مايو  وسيأتي الحديث عن عثمان ابو شيبة والضابط سيد فرح بنوع من الإنصاف والتفصيل ، كما رفض الاستاذ فضل بشير منصب رئيس الاتحاد الإشتراكي السوداني المنصب الذي يوفر سيارة فارهة وراتب مغري في ذلك الزمن  ، ولكن انسان دلقو دائما واعي ويضرب اروع الامثلة في الوعي

  والاستاذ القاضل عز الدين إدريس ، اعتقد أن السطور التي اكتبها هنا الآن بفضله هو لأنه علمني الكثير بأن جعلني رئيس الجمعية الأدبية في دلقو وكان يأخذ كراستي في التعبير كنموذج لزملائي ، ولكن مهما تحدثنا عن الاستاذ عز الدين أدريس لابد أن تقف عند روحه النضالية التي لا ولن تنطفئ والاستاذ عز الدين حب البلد يجري في دمه مجري الدم

ولاننسي كيف بنت دلقو المحس السفارة السودانية وربما البعثة السودانية في جدة  والحديث للمهندس الشامخ محمد الحسن ابو علي الذي ذكر لي أن المهندس بدر الجندي هو الذي قام بتصميم وتنفيد السفارة السودانية في جدة ولاتسعفني الذاكرة إن كان كذلك قال المهندس ابو علي إن بدر الجندي نفذ عمارة البعثة ا ولذا قلت ربما لأنني لااستطيع أن أذكر في مقالي إلا الحقائق الدامغة

والمهندس محمد الحسن ابو علي شخصية قوية نادرة ورغم أنه قليل الكلام إلا أن السامع لاينسي كلامه يظل يرسخ في الذاكرةورجل مرتب وجاد ويلخص المواقف تلخيصا دقيقا بكلمات محسوبة  بحيث أن المتحدث بعده إما أن يقول نغس كلامه او يظل يدور في حلقة مفرغة

ومحمد الحسن أبو علي مفخرة لدلقو المحس وللنوبيين جميعا اولا بواقف نبيلة معي شخصيا وبواقف نوبية جديرة هو والاستاذ علي دهب حسنين ،  منها موقفها المشهود في إنتشال النادي النوبي في بورتسودان من الضياع ، كان جعفر نميري رجلا مغرما بحل الاندية كنادي الهلال والمربخ والموردة والكل يذكر ايام الرياضة الجماهيرية التي كانت وبالا علي كرة القدم السودانية حيث هاجر عدد كبير من اللاعبين السودانيين خارج السودان.

   وعندما تم حل النادي النوبي لم يقبل المهندس ابو علي بظلم الدكتاتور  والآن الحمد لله وبفضلهم النادي النوبي الجديد موجود في الحفظ الصون ، من ألق المهندي ابو علي أنه كان يوفر للمهندسين النوبيين عمل إضافي كل في مجاله وكان مكتبه أعمال ابو علي الهندسية عنوان جميع النوبيين في بورتسودان ،  وكان الاستاذ فتحي عباس مدير السكة الحديد يعتز بالمهندس ابوعلي كان صديقة الحميم ويحكي لنا طرائف ابو علي

ومن اقوال وحكم المهندس ابو علي وقالها في مناسبة خاصة قال (الزواج مشاركة  وتراضي بين إثنين رجل وإمرأة لتكوين حياة زوجية واسرة)

ونواصل

ستكون الحلقة الثالثة ساخنة بالأحداث