دلقو المحس
دلقو بلدنا الجميلة
===============
بقلم صديق نصر ارو سعد
الحلقة ( 4 )
الدائرة الجغرافية سكوت محس حلفا
خاضت دلقو المحس انتخابات برلمانية عديدة في العهود الديمقراطية منذ 1954 وأقول العهود الديمقراطية لانه لا معني لأي انتخابات ولا طعم بمعزل عن الديمقراطية ، والديمقراطية هي نظام إدارة الحرية ، والحرية عند الفلاسفة المسلمين أن تفعل ماتشاء في إطار القانون الإلهي ، وحرية الإرادة لدي كل إنسان تتحقق بكبح الأهواء والشهوات ، وهي حرية الأخلاق ، أو زيما قال أحدهم بالكلام البلدي ، الحرية هي أن تتحكم أنت علي الفلوس وماتخلي الفلوس تتحكم عليك .
ولكن الحرية علي سعة معانيها فهي تعني عند السياسيين حرية التعبير وحرية التفكير وحرية الصحافة و النشر ، او ان تفعل ماتشاء في إطار القانون .
واود ان اتحدث ماتيسر عن هذه الدائزة التي شهدت انتخابات برلمانية ناجحة ماقبل الانقلاب العسكري لابراهيم عبود والمجلس العسكري وما بعده او بعد إندلاع ثورة الشعب الظافرة في 21 اكتوبر 1964 وهي الحقبة التي وقع فيها الجريمة النكراء وإغراق حلفا والأرض النوبية وتهجيرهم ، والآن هنالك شباب واعي يدرسون القضية باسلوب مرتب لتقديمها كقضية عادلة أمام القضاء العالمي وهذه مهمة القانونيين .
ماقبل ابراهيم عبود كانت هذه الدائرة محسومة لصالح الوزير محمد نور الدين ولكن احتدم التنافس في إحدى الإنتخابات البرلمانية بين الوزير محمد نور الدين والاستاذ محمد توفيق احمد وزير الخارجية الأسبق والصحفي صاحب العمود الشهير ( جمرات)
و مافتئ استاذ الأجيال محمد توفيق يحكي طرائف تلك الانتخابات حتي آخر ايام حياته
يقول الاستاذ محمد توفيق أحمد أنه من الطرائف في إحدي قري المحس (قرية سعديق) كان له فقط شخصين سوف يصوتون لصالحه وقلت في نفسي يمكن الشخصين دول أثروا علي الباقين فلما دخلت القرية استقبلوني جميعهم بحفاوة بالغة وذبحوا الذبائح وضربوا الخيام حتي بقيت ماعارف الحاصل شنو وقلت في نفسي خلاص نور الدين سقط ، والمهم أنني لاحظت شابا ظريفا من ذوي الاحتياجات الخاصة يتحدث مع الناس بالإشاراة . يقول محمد توفيق أنه يثق في هذا النوع من الناس ثقة مطلقة فاردت أن استوضح منه الحاصل ، وعلي الحظ عندما فرغت من الاكل جاء هذا الشاب حاملا الإبريق لكي اغسل يدي فسألته بالإشارة ، الناس ديل حيصووتوا لصالح مين ؟ وطوالي هذا الشاب وضع الإبريق جانبا ووضع كفه علي الارض (رمز الكف محمد نور الدين)
وبذلك فهمت الحاصل واستأذنت من القوم وواصلت مشواري
وعلي هذه الدائرة انعكست الخلافات التي كانت بين الحزب الوطني الإتحادي برئاسة الازهري والذي يمثله محمد توفيق من جانب وحزب الشعب الديمقراطي الذي يمثله محمد نور الدين من الجانب الآخر وحكي دكتور شلبي شفيق الدردبري شلبي انه والاستاذ عوض عبد المجيد ابو الريش كانوا من أوائل خربجي جامعة الخرطوم وكان نور الدين يرسل لطلبة حلفا في الجامعات والمدارس لحضور الندوات السياسية في منزله ونور الدين أقسم انه لن يسمح للأزهري ويحيي الفضلي أن يذوقوا طعم الوزارة طالما هو علي قيد الحياة
ومن العجايب في جانب نور الدين في الانتخابات في منطقة المحس انه ذهب إلي شدة يرافقه العم علي شميق وهنا في شدة كان الناس قد عزمو لكي يصوتوا لصالح محمد توفيق
وبينما كان نور الدين يخطب بحماس توقف فجأة وقال (ألي إن محمد عوض الكريمقون إركلمي ؟ وبالترجمة أليست هذه قرية الأستاذ محمد عوض الكريم ؟ ولما قالوا نعم اخرج نور الدين منديلة وصار يبكي بدموعه بكاءً شديدا لم يستطيع الناس إن يسكتوه ، ثم تحول الناخبون جميعا وتركوا محمد توفيق وصوتوا لصالح نور الدين
والاستاذ محمد عوض الكريم من ضحايا احداث الجنوب في 1955 تلك الأحداث الدامية ، وسردت لي الاستاذة فتحية العمدة كيف ان الجنوبيين في احداث 1955أخلصوا وانقذوا زوجها داوود عبد اللطيف واوصلوه من الجنوب بحراسة جنوبية وفية ومخلصة حتي الخرطوم لن ننساها وقالت أن الجنوبيين مخلصين في التواصل معنا ويزوروننا في لندن والخرطوم
ونواصل >>>>>>>